للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن العربي (١): "وقد رويت (٢) في ذلك آثار كثيرة هذا أمثلها، فدعوها، فالمعنى الواحد يكفينا منها ومن هولها، ومن تحقيق المعنى لها".

قلت: قد بينا أقوال العلماء في ذلك عند ذكر حديث أبي هريرة في باب أين يكون الناس، فتأمله (٣) هناك.

ومنها: يوم الدعاء، وهو النداء أيضًا، والنداء على ثمانية وجوه في ما ذكر ابن العربي:

الأول: نداء أهل الجنة أهل النار بالتقريع.

الثاني: نداء أهل النار لأهل (٤) الجنة بالاستغاثة، كما أخبر الله عنهم.

الثالث: يوم ندعو كل أناس بإمامهم وهو قوله: "لتتبع كل أمة ما كانت تعبد" (٥).

قال المؤلف : ويقال بكتابهم، وقيل: بنبيِّهم.

قال سري السقطي (٦): تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائها (٧) فيقال: يا أمة موسى ويا أمة عيسى ويا أمة محمد، غير المحبين لله فإنهم ينادون يا أولياء الله هلموا إلى الله سبحانه فتكاد قلوبهم تنخلع فرحًا (٨).


(١) قاله في سراج المريدين ل ٣٥/ ب السطر ١٥ من أسفل.
(٢) في (ع، ظ) روي، والأصل يتوافق مع (م).
(٣) في (ع): فتأمل.
(٤) في (ع): أهل.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ٤/ ١٦٧٢، ح ٤٣٠٥؛ ومسلم في صحيحه ١/ ١٦٧، ح ١٨٣.
(٦) السري بن المُغلِّس السقطي، اشتغل بالعبادة، - وهو من مشايخ الصوفية - روى عنه الجنيد والنوري، مات سنة ٢٥٣ هـ، السير ١٢/ ١٨٥.
(٧) في (الأصل): بأنسابها، وتصويبه من (ع، ظ).
(٨) مثل هذا القول لا يقال من جهة الرأي: لأنه من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بالوحي، ولم يذكر السقطي سندًا لقوله، وعموم المتصوفة لا يعتنون بدراسة الحديث دراية ورواية، بل لهم منهج يبطلون به علم دراسة الأسانيد وهو قولهم: حدثني قلبي عن ربي.
ثمّ إنه من المعلوم أن محبة الله تعالى ومحبة رسله واجبة لا يصح الإيمان إلا بها ولا=

<<  <  ج: ص:  >  >>