للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام يا راحة العليل … وبرد ذل المدنف (١) النحيل

رضاك أشهى إلى فؤادي … من رحمة الخالق (٢) الجليل (٣)

قال: فقلت له يا فلان اتق الله، فقال: قد كان (٤)، فقمت عنه (٥) فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة (٦) الموت قد قامت عليه (٧)، فنعوذ بالله من سوء العاقبة، وسوء (٨) الخاتمة.

قال المؤلف: روى البخاري (٩) عن سالم عن عبد الله قال: "كان كثيرًا ما


= شنعاء وعظيمة صلعاء، وداهية دهياء، ولولا أن هؤلاء الأئمة ذكروها ما ذكرتها، ولكن فيها عبرة لأولي الألباب وتنبيه لذوي البصائر والعقول أن يسألوا الله رحمته وعافيته، وأن يستعيذوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرزقهم حسن الخاتمة عند الممات، إنه جواد كريم.
(١) في (ظ): المذنب، والمدنف بمعنى المريض الملازم، انظر: الصحاح ٤/ ١٣٦٠ - ١٣٦١.
(٢) قال ابن القيم في العشق وأقسامه: وتارة يكون كفرًا؛ كمن اتخذ معشوقه ندًّا: يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟ فهذا عشق لا يغفر لصاحبه؛ فإنه من أعظم الشرك. وعلامة العشق الشركي الكفري أن يقدم العاشق رضى معشوقه علي رضي ربه، واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه، وربما صرّح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أشهى إليه من رحمة ربه ثم ذكر البيت السابق - فقد رضي هذا من عبودية الخالق بعبودية مخلوق مثله، فإن العبودية هي: كمال الحب والخضوع، وهذا قد استفرغ قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه فقد أعطاه حقيقة العبودية. انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم ص (٢١٩ - ٢٢٠) باختصار.
(٣) أول البيت يكذب آخره؛ فلو كان صادقًا في إجلاله لخالقه لما قدّم رضى المخلوق على رحمة الخالق. وقد جاءت هذه الأبيات باختلاف عما في مصادر الترجمة، ففي جذوة المقتبس والبداية النهاية كما يلي:
أَسْلَمُ يا راحة العليل … رفقًا على الهائم النحيل
وَصْلُكَ أشهى إلى فؤادي … من رحمة الخالق الجليل
وأَسْلَمُ هذا هو الذي افتتن به المذكور المخذول.
(٤) في (ظ): قد كان لكم، والأصل متوافق مع جذوة المقتبس.
(٥) في (ظ): فقمت.
(٦) في (ظ): ضجة، والأصل متوافق مع (العاقبة).
(٧) (عليه): ليست في (ظ).
(٨) في (ظ): شؤم.
(٩) في صحيحه ٦/ ٢٦٩١، ح ٦٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>