للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمَّا رآني أحسب الشخص أشخصاً … بعيداً وذو الرأي البعيد يقاربهُ

تظلَّمني مالي كذا ولوى يدي … لوى يده اللّه الذي لا يغالبه (١)

وولَّى وولاَّني عشوزنَ ركنهِ … ووجه عدوّ يقطع الطّرف حاربه (٢)

وولّى بها دهما وجوناً كأنَّها … فسيلُ الكثادى لم تقطَّع جوانبهُ (٣)

وباللفظ يرجو أن أذيخ منازلٌ … كما عذّب العودَ المجفَّر راكبه (٤)

وما ذاك إلاَّ في فتاةٍ أصبتها … إلا ليتَ أنَّ الشيخَ جبّت ذباذبه (٥)

وما كنتُ لهم كالسَّمنِ لم يشكرونني … تعلَّلَ للسَّمنِ المفرع جادبه (٦)

وكان له عندي إذا جاع أو بكى … من الزَّاد يوماً حلوهُ وأطايبه (٧)

أيظلمني مالي ويحنثَ ألوتى … فسوف يلاقى ربّه فيحاسبه (٨)


(١) الحماسة: «تغمد حقي ظالما». المرزباني والإصابة: «تخون مالي ظالما».
(٢) العشوزن: الملتوى العسر من كل شيء.
(٣) الحماسة بشرح التبريزي:
وجمعتها دهما جلادا كأنها … أشاء نخيل لم تقطع جوانبه
أراد بالدهم والجون الإبل. والكبادى، لعله اسم موضع. وقد رسمت بالأصل لتقرأ بالثاء والباء، مع وضع كلمة «صح» فوقها. وبعد هذا البيت في الحماسة بشرح التبريزي:
فأخرجني منها سليبا كأنني … حسام يمان فارقته مضاربه
أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت … يداك يدي ليث فإنك ضاربه
(٤) الفظ: الغليظ من الكلام. ويقال داخ يديخ، بالدال المهملة، إذا ذل. وجاء في مادة (ديخ) من اللسان: «وفي حديث الدعاء: بعد أن يديخهم الأسر، وبعضهم يرويه بالذال المعجمة، وهي لغة شاذة» وعلى هذا الوجه يمكن تخريج هذه الرواية هنا. العود، بالفتح: الجمل المسن. المجفر الذي انقطع عن الضراب وقل ماؤه.
(٥) جبت: قطعت. والجب: القطع.
(٦) لم يشكروننى، على لغة لبعض العرب، يرفعون المضارع بعد «لم». قال:
لولا فوارس من نعم وإخوتهم … يوم الصليفاء لم يوفون بالجار
الجادب: العائب.
(٧) بعده في الحماسة بشرح التبريزي:
وربيته حتى إذا ما تركته … أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه
(٨) الألوة: اليمين، والحلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>