وما جاء فى القرآن الكريم إنما هو إيقاع النظر لا الرؤية وعلى إسمه (الرب) وليس (الله) من نحو قول الله - عز وجل -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: ٢٢ - ٢٣)
فغير خفي أن قول سيدنا "موسى " - عليه السلام - (أرني) لايطلب مفعولا ثانيا يقدر، وإنما هو من جعل المتعدي إلى مفعولين متعديا إلى واحد، فمن قدر (أرني ذاتك) فقد وهم؛ لأنَّ ذات الله - سبحانه وتعالى - لا تُرى، والمعنى أرني:أي امنحني القدرة على رؤية الأشياء، فإن منحتني تلك القدرة أنظر إليك، وكاف الخطاب في (إليك) عائدة إلى اسمه (رب) - جل جلاله -، وليس إلى اسم الجلالة، فإنه لم يقل اللهم أرني أنظر إليك.
إن علينا أن نعرف علائق الكلم بعضها ببعض، وقد قال "عبد القاهر":
« ... إنّك ترى الكلمة تروقك وتؤنسك في موضع،ثُمَّ تراها بعينها تثقُلُ علَيْكَ وتوحشك في موضع آخر»(١)