للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالا: ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه -يعني الولي- بقدر فقره ولم يكن للولي منه شيء.

٢٨٠- قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [الآية: ٧] .

قال الثعلبي١: نزلت في أوس بن ثابت الأنصاري، توفي وترك امرأة يقال لها أم كجة٢ وثلاث بنات له منها، فقام ابنا عمه وهما وصياه -قال ابن الكلبي: هما قتادة وعرفطة، وقال غيره٣: سويد وعرفجة- فلم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغيرة ولو كان ذكرا، ويقولون: لا يعطى إلا من يقاتل على ظهور الخيل ويحوز الغنيمة فجاءت أم كجة فقالت: يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي ثلاث بنات وترك أبوهن مالا حسنا فأخذ أخواه المال ولم يعطياني شيئا وهن في حجري ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأسا٤ فدعاهما، فقالا: يا رسول الله ولدها لا تركب فرسا ولا تحمل كلا ولا تنكأ عدوا، فقال: "انصرفوا حتى أنظر". فأنزل الله {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} الآية فأثبت لهن في الميراث حقا ولم يبين كم هو فأرسل إليهما فقال: "لا تفرقا من مال أوس شيئا حتى


١ حذف الواحدي -فيما يبدو لي- اسم شيخه وقال: "ص١٣٧-١٣٨": "قال المفسرون" وأورد هذا، وحذف بعضه. والخبر أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب "الفرائض" من طريق الكلبي انظر "لباب النقول" "ص٦٤" و"الفتح السماوي" للمناوي "٢/ ٤٦٢".
٢ الاسم بضم الكاف وتشديد الجيم. انظر ترجمتها في "الإصابة" "٤/ ٤٨٨".
٣ ومن عجب أن ينسب هذا إلى الكلبي في "الإصابة" "٤/ ٤٨٧"!
٤ في الأصل: "ولا يطعمني ولا يسقيني ولا يرفع لهن رأس" وهو تحريف والتصويب من الواحدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>