للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت في النجاشي وذلك أنه لما مات نعاه جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، فقال لأصحابه: "اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم"، فقالوا: ومن هو؟ قال: "النجاشي". فخرج إلى البقيع فكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي، وصلى عليه، فكبر أربع تكبيرات واستغفر له، وقال لأصحابه: "استغفروا له". فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على حبشي نصراني لم يره قط، ولم يكن على دينه، فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} وينظر في تفسير البقرة من قوله: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} ١".

وأخرج الدارقطني٢ في "الأفراد"٣ من رواية معتمر عن حميد عن أنس قال:


١ الآية "١١٥".
٢ قلت: وقد نقل عنه هذا في "الإصابة" في ترجمة النجاشي تحت اسم أصحمه "١/ ١٠٩" وأضاف إليه ذكر ابن شاهين ولكن لم ينتقده كما انتقده هنا.
٣ انظر عن هذا الكتاب ما كتبه الأخ الفاضل مظفر شاكر الحياني في رسالته "الإمام الدارقطني وجهوده في الحديث وعلومه" "ص١٨٦-١٩١".
وقد قرأ الحافظ بعض أجزائه على بعض مشايخه وذكر أنه في مائة جزء. انظر كتابه "المعجم المفهرس" "ص١٩٥-١٩٦" ورتبه الإمام أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "ت٥٠٧هـ" وسماه "أطراف الغرائب والأفراد" وقفت على مصورة منه عن نسخة دار الكتب المصرية في "٣٦١" ورقة كتبت في سنة "٥٨١هـ".
والحديث المذكور في "مسند أنس" من هذا الكتاب الورقة "٧٣ب"، وقد أخرجه كذلك الواحدي في الأسباب" "ص١٣٥".
استطراد: كان هذا الكتاب "أطراف الغرائب" لشخصية بغدادية فقد جاء على غلافه: "ملكه عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي رحمة الله عليه" ثم آل إلى الإمام الزبيدي شارح "القاموس" و"الإحياء" في القاهرة فقد جاء على الغلاف أيضا: "اقتناه من تركة ابن العجمي وأبقاه على وقفيته الفقير محمد مرتضى أبو الفيض الحسيني غفر له بمنه وكرمه" ثم صوره الشيخ صبحي السامرائي وأعاده إلى بغداد وهكذا الأيام دول! يسر الله له من يخدمه وينشره.

<<  <  ج: ص:  >  >>