للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق الليث عنه١ عن زيد بن أسلم قال: كان أبو سعيد وزيد بن ثابت عند مروان فقال: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ونحن نفرح بما أوتينا ونحب أن نحمد بما لم نفعل؟ فقال أبو سعيد: إن هذا ليس من ذلك إنما ذلك أن ناسا من المنافقين فذكر الحديث وفيه: فإن كان فيهم نكبة فرحوا بتخلفهم، وإن كان لهم نصر حلفوا لهم ليرضوهم، ويحمدونهم على سرورهم بالنصر.

فقال مروان: أين هذا من هذا؟ فقال أبو سعيد: وهذا يعلم ذلك فقال مروان: أكذلك يا زيد؟ قال: نعم صدق أبو سعيد. ثم قال أبو سعيد: وهذا يعلم ذلك -يعني رافع بن خديج- ولكنه يخشى إن أخبرك أن تنزع قلائصه في الصدقة. فلما خرجوا قال زيد بن ثابت لأبي سعيد: ألا تحمدني على ما شهدت لك؟ فقال: شهدت بالحق فقال: أولا تحمدني إذا شهدت بالحق.

وأخرجه ابن مردويه٢ والثعلبي من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني عن مالك عن زيد بن أسلم عن رافع بن خديج أنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان وهو أمير المدينة يومئذ. فقال مروان لرافع: في أي شيء أنزلت هذه الآية {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} ؟ فقال رافع: أنزلت في أناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر تخلفوا عنه فأنكر مروان ذلك وقال: ما هذا فجزع رافع وقال لزيد بن ثابت: أنشدك بالله هل تعلم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال زيد: نعم. فخرجا من عند مروان فقال زيد لرافع -وهو يمزح معه-: أما تحمدني لما شهدت لك؟ فقال رافع: وأي شيء هذا أحمدك على أن تشهد بالحق! قال زيد: نعم قد حمد الله


١ في الأصل: "عنهما" وهو خطأ. وهشام -كما في "التقريب" "ص٥٧٢"-: "صدوق له أوهام رمي بالتشيع".
٢ وكذلك عبد بن حميد في "تفسيره". انظر "اللباب" "ص٦٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>