للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن جويبر بن الضحاك عن ابن عباس: الأول عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله، والثاني فنحاص بن عازورا أودعه رجل من قريش دينارا فخانه فيه١.

وقال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: نزلت في اليهود وقد علم أن الناس كلهم كذلك فيهم الأمين والخائن، وإنما حذر الله المؤمنين أن يغتروا بأهل الكتاب لأنهم يستحلون مال المؤمن.

قلت: وسيأتي بيان ذلك في الذي بعده قال: وفي بعض التفاسير إن الذي يؤدي الأمانة هم النصارى، وإن الذي لا يؤديها هم اليهود٢.

٢٠٣- قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الآية: ٧٥] .

أخرج الطبري٣ من طريق العوفي عن ابن عباس: إن أهل الكتاب كانوا يقولون: ليس علينا جناح فيما أصبنا من أموال هؤلاء؛ لأنهم أميون.


١ قال الأستاذ محمد عزة دروزة في "تفسير الحديث" "٨/ ١١٦": "ومن الجدير بالذكر أن عبد الله بن سلام الذي ذكرت إحدى الروايات أنه المعني بالفقرة الأولى من الآية الأولى كان قد أسلم واندمج في الإسلام، ولم يعد متصفا بصفة كونه من أهل الكتاب وحسب". وقد عد دروزة الآيات "٧٥ -٧٦ -٧٧" فصلا واحدا.
٢ قال السيوطي في "الدر" "٢/ ٢٣٤" في تفسير هذه الآية: "أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْك} قال: هذا من النصارى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْك} قال: هذا من اليهود: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} قال: إلا ما طلبته واتبعته".
٣ "٦/ ٥٣٢" "٧٢٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>