للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفدهم فيهم السيد والعاقب وهما سيداهم يومئذ فقالا: يا محمد فيم تشتم صاحبنا عيسى تزعم أنه عبد؟ فقال: "أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم". فغضبوا وقالوا: إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه لكنه الله، فسكت حتى أتاه جبريل فقال: يا محمد: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم} ١ فقال: يا جبريل إنهم سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى فقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} الآية.

ومن طريق سلمة بن الفضل٢ عن ابن إسحاق٣ عن محمد بن جعفر بن الزبير قال:

فإن قالوا: كيف خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك٤ القدرة من غير ذكر ولا أنثى. فكان كما جاء عيسى لحما ودما وشعرا وبشرا فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من خلق آدم. وأخرج ابن أبي حاتم٥ من طريق مبارك بن فضالة سمعت الحسن البصري يقول: أتى راهبا نجران رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحو رواية الأزرق بن قيس لكن قال: فنزل عليه: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ


١ المائدة "١٧ و٧٢".
٢ "تفسير الطبري" "٦/ ٤٧٠-٤٧١" "٧١٦٥".
٣ انظر "سيرة ابن هشام" "١/ ٥٨٢".
٤ في الأصل: بذلك وهو تحريف.
٥ "٢/ ١/ ٣٠٤-٣٠٥" "٦٦٣" وحكم المحقق على إسناده بالحسن. وإليه وحده عزاه السيوطي "٢/ ٢٢٧"، ورواه الواحدي من هذا الطريق أيضًا انظر "ص٩٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>