للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وأقوى في الرد من ذلك أنه كان مات لأن أهل الطائف إنما أسلموا بعد فتح مكة لأن١ الوليد مات قبل ذلك بدهر طويل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة.

١٦٧- قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُم} ٣،٢

قال الواحدي٤: "قال عطاء وعكرمة: نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إن أنتما أخذتما حقكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟ ففعلا. فلما حل الأجل طلب الزيادة فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهاهما عن ذلك وأنزل الله تعالى هذه الآية فقالا: سمعا وطاعة وأخذا رءوس أموالهما".

١٦٨- قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [الآية: ٢٨٠] .

نقل الواحدي٥ عن ابن الكلبي: قال [بنو] ٦ عمرو بن عمير لبني المغيرة: هاتوا رءوس أموالنا ولكم الربا ندعه لكم، فقال بنو المغيرة: نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى أن ندرك التمر فأبوا أن يؤخروهم فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} .

وأخرج الطبري٧ من طريق مغيرة عن إبراهيم النخعي في قوله: {فَنَظِرَةٌ إِلَى


١ تكرار "لأن" فيه نظر ولكن النص ورد هكذا! ولعله سقط: "و" أي: ولأن.
٢ كتب الناسخ: "الواو" ملتصقًا بـ"الألف" فبدا كأنه "فاء".
٣ لم يكن يلزم المؤلف ذكر هذه الآية لأنها تابعة للتي قبلها، وما سينقله عن الواحدي كان الواحدي قد ذكره في ضمن الكلام على الآية "٢٧٨" فهو قول آخر في سبب نزول هاتين الآيتين.
٤ "ص٨٧" في الكلام على الآية "٢٧٨"، وذكر مثله ابن الجوزي في "زاد المسير" "١/ ٣٣٢".
٥ "ص٨٨".
٦ من الواحدي.
٧ "٦/ ٣٠" "٦٢٧٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>