بوجهه، وأنشد: [من السريع]
يا عالم الباطن والظاهر ... أغفر لغازي الملك الظاهر
واسكنه في روض وفي جنّة ... مع النبيّ المصطفى الطاهر
واكتب له مشهد آبائه ... أيّوب ثمّ الملك النّاصر
ولما مات ببلاد الروم، مات بقرية يقال لها كادك بين فيسارية وسيواس في اليوم السابع عشر من رجب سنة ثلاث وستمائة، وحمل إلى الموصل، إلى صحراء عناز فدفن بها، وقبره هناك؛ وألّف كتاباً سمّاه "نخبة الكلم وروضة الحلم".
أنشدني ولده علي، قال: أنشدني والدي لنفسه ما كتبه إلى بهاء الدين أبي الفتح نصر بن محمد بن القيسراني، على سبيل المداعبة والإحماض: [من السريع].
يا أيّها الصّدر الكبير البها ... ومن غدا حلف الحجى والنّهى
إن كان ذا التّأخير عن موجب ... بأغيد مقلته كالمها
/٩٧ ب/ فالعذر مقبولٌ بألحاظةً ... إذ كان رؤيا مثله تشتهى
وكتب إلى نور الدين أتابلك أبي الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود –صاحب الموصل-: [من البسيط]
أحييت بالوعد آمالي فبت له ... على رجائك مسروراً بما أثق
وعزّ دوني بابٌ ضاق مسلكه ... فناب شعري لمّا عزّت الطّرق
سبقت كلّ البرايا في محبتّكم ... حتى وثقت بسبقي دون من سبقوا
ووجد على جزء بخطه؛ لما خرج من حلب، وكان ذلك بعد وفاة الملك الظاهر، وصاحبها يومئذ وهو طفل مرضع، وأتابك العسكر خادم يقال له شهاب الدين طغرل:
[من المتقارب]
أقول وظنّي أن لا يعوا ... لأنهم حمرٌ رتّع
كفى حلباً وكفى أهلها ... مصاباً حوادثها الأربعاء أتابك عسكرهم خادمٌ ... وسلطان ملكهم مرضع