للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم في الحشا حرقٌ من زجرة الحادي ... يوم الرحيل لصبٍّ مغرمٍ صادي

وكم دموعٍ جرت في إثر عيسهم ... حتى تلاطم منها شاطئ الوادي

وكم محبّ لهم قد حلّقوا لقًى ... لمّا تولّوا وأقوى منهم النّادي

تحمّلت عيسهم أرواحنا سحراً ... ما أشبه الحيّ ........

ساروا فكم حسرةٍ في طيّها أسفٌ ... في طيّها زفرةٌ في طي أكباد

/٩٠ ب/ ونقلت من خطّه أيضاً قوله؛ وكان بإربل كما عرض وعنّ:

[من الطويل]

خضعت ذليلاً حين عزّ مرامي ... وقلّ اصطباري حين زاد غرامي

وحالفني فرط السّهاد وملّني ... جليسي وطرفي بالمدامع دامي

فمن منقذي من لوعة البين والأسى ... ومهد إلى ربع الجيب سلامي

عساه بأن يرثي لما بي من الجوى ... وينقذني من لوعتي وهيامي

وقوله: [من الرجز]

عصر الصّبا تصرّمت أيّامه ... وانقرضت في حبكّم أعوامه

فما احتيال مغرمٍ ذي لوعةٍ ... وفّى ولم يرع له ذمامه

حجّته ظاهرةٌ وإنّما ... خصومه على الهوى حكّامه

ذلّته تعزّزٌ ورفعهٌ ... كذاك في صحّته سقامه

أنفاسه ......... ... ودمعه يرويكم سجامه

يزداد وجداً وغراماً كلّما ... تزايدت على الهوى لوّامه

وكلّنا تكاثرت عذّاله ... زاد اشتياقاً ونما هيامه

/٩١ أ/ وقال وقد طلب منه المعنى: [من السريع]

زارت بجنح الليل ذات الوشاح ... فطبّق الآفاق ضوء الصباح

فاستيقظ الرّكب لأجل السّرى ... قلت: اهجعوا برقٌ من الشّرق لاح

وقال وكان بإربل: [من الطويل]

ترنّح من برح الغرام متيمٌ .... عشّية جدّ البين والنوق ترزم

وأخفى تباريح الجوى ليلة النّوى ... وفي قلبه نار الأسى تتضرّم

<<  <  ج: ص:  >  >>