للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمنٌ سحبت بها ذيول شبيبتي ... وهصرت غصن العيش لدنًا مائدا

أيام لا أخشى الوشاة ولم أخف ... في حبِّ علوة كاشحًا ومعاندا

وسعاد تسعد بالوصال وقد سها ... جفن الرَّقيب وبات عنّا راقدا

ونديمنا خنث المعاطف وجهه ... بدرٌ لديه البدر أمسى ساجدا

حيّا بكأسٍ خلتها في كفِّه ... برقًا تحدَّر أو ضرامًا صاعدا

مدَّت على وجناته من نورها ... شفقًا فصار بوجنتيه جامدا

رشا له دين المسيح عقيدةٌ ... وبذاك للزُّنَّار أضحى عاقدا

كم قد نصبت له الحبائل ابتغى ... صيدًا له فغدا لقلبي صائدا

يا شاردًا بالأمس يلقي نظرةً ... إياك تتلف فيك قلبًا شاردا

لا تسفكنَّ دم المحبِّ تعمُّدًا ... فالإثم لا يلقاك إلَّا عامدا

إن أنكرت جفناك قتلي أظهرت ... لي من دمي وجنات خدٍّ شاهدا

ته في الملاحة كيف شئت فلم أطع ... في دين حبِّك لائمًا أو حاسدا

يا راقدًا عنِّي وحبِّك إنَّني ... مذ غبت ما صاحبت حبًّا راقدا

أأنام والنِّيران حشو حشاشتي ... يذكي الرفيق بها زنادًا زائدا

يا سعد هل لك أن تعين أخا هوىً ... لم يلق غيرك في الغرام مساعدا

قف دون ما حوت الخيام مناشدًا ... قلبًا غدوت له برغمي فاقدا

نكِّب بها طيب العذيب مجانبًا ... وازجر قعودك عن قعودك واخدا

وصل الوجيف إلى الذَّميل بجسرةٍ ... تذر الرِّياح العاصفات رواكدا

خرقت بطون الخرق في إرقالها ... وغدت تقدُّ أما عزًا وجلامدا

فإذا وصلت إلى الحمى من رامةٍ ... وشممت للقيصوم عرفًا صاعدا

ورأيت ثمَّ قنابلًا وقبائلًا ... وذوابلًا وصواهلًا ومجالدا

فهناك حيُّ بني فزارة قف به ... وأغث بنصرهم محبًّا واجدا

وقل: السَّلام عليكم من ناحلٍ ... لم يلق بعدكم الصَّبابة عائدا

ابني فزارة كيف ذلَّ فتاكم ... ويراكم أسدًا له وأساودا

<<  <  ج: ص:  >  >>