للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا قرأت نسبه بخط يده في غير موضع، كان اسمه ياقوتًا، مولى منصور الجيلي التاجر، فسمى نفسه عبد الرحمن.

نشأ ببغداد/ ١٨٦ ب/ وحفظ القرآن العظيم، وشدا طرفًا حسنًا من العربية، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي –رضي الله عنه- وقال الشعر الرائق الألفاظ، واستكثر منه في فن الغزل والتصابي، وذكر المحبة والغرام، وراق شعره، وتحفظه الناس، وتناقله الرواة، وغنّى به المغنون.

وكان تاليًا للقرآن، مشغوفًا بمذهب الإمامية، والتعصب لهم، كثير الميل إلى أهل البيت –صلوات الله عليهم- سيّر فيهم عدة قصائد اشتهرت في البلدان، ومدحهم مدحًا كثيرًا، وكان مع ذلك يحفظ كلّ غريبة ونادرة، ويذاكر بالأشعار، وملح الحكايات، وكانت وفاته فيما بلغني يوم السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وجد في بيته ميتًا.

وكان عزبًا لم يتزوج قط، أنشدني أبو القاسم بن أبي النجيب بن أبي يزيد التبريزي قال: أنشدني أبو الدرّ الرومي لنفسه، وكتب ذلك لي بخط يده:

[من الكامل]

أتظننُّي أسلو هواك وأنتهي ... عن جنَّة تجني النُّفوس وانتهي

/ ١٨٧ أ/ برح الخفاء وشاب صبري في الهوى ... ووهى وها عزمات وجدي لم ته

بأبي الَّذي أنا منته في حبِّه ... شغفًا كما هو في الملاحة منتهي

يا منتهى أملي أما لي من مدى ... في الحبِّ أو أمد إليه أنتهي؟

أمط اللِّثام فلثم ثغرك واللَّمى ... وهواك غاية ما أروم وأشتهي

<<  <  ج: ص:  >  >>