للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٧٣]

عبد الرَّحمن بن أبي بكر عليِّ بن أحمد بن عبد الله، المؤدِّب البغداديُّ المعروف بابن الحمّامي:

أصله من نيسابور، وكانت ولادته ببغداد، وتوفي بها ليلة الجمعة، سابع عشر جمادى الأولى سنة عشر وستمائة. وكان يؤدب الصبيان، ويشعر، والذي وقع إليّ من شعره، يقول في رجل يلقب الشميس الفقيه الأنباري، ويعرف بالحيوان، وكان قد أضاف صبيًا من أهل سنجار أمرد مليح الصورة، وقدّم له قطايف، فحين أكلا، تقدم إليه فقبّله، فغضب الصبيّ، فقام إليه، فضربه ضربًا مؤلمًا، فقال في ذلك عبد الرحمن:

[من الطويل]

/ ١٨٦ أ/ لقد دام دهرًا للشّميس دبيبه ... فظلَّ على علاَّته يستطيبه

يدبُّ إذا ما اللَّيل أرخى ستوره ... عليه فلا يدري بذاك رقيبه

ولا يشعر النُّوَّام من حوله وقد ... أغار على سرم الغلام يصيبه

فغيره الدَّهر الغشوم عن الَّذي ... تعوَّده والدَّهر جمٌّ خطوبه

فصادف من سنجار ليثًا فظنَّه ... غزالاً فأهوى نحوه يستجيبه

وجذَّره لمّا حواه قطايفًا ... ليشغله والقلب باد وجيبه

وأهوى إلى تقبيله فرأى فتى ... من الحيوان النَّذل حالاً تريبه

فدقَّ قفاه ثمَّ شجَّ جبينه ... وغادره يبكي عليه طبيبه

طريحًا جريحًا بالدِّماء مضرَّجًا ... ينادي ضعيف الصَّوت من لا يجيبه

ومن يدلِّي للواط عصيبًة ... فأكثر من هذا لعمري يصيبه

[٢٧٤]

عبد الرَّحمن بن عبد الله بن أبي المحاسن، أبو الدُّرِّ الرُّوميُّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>