للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهبُّ به ريح الشَّمال معطَّرًا ... وتهديه من صبٍّ نحيل أخي فكر

أدام له الله الكريم بفضله ... سعادات جدٍّ لا تزال مدى الدِّهر

ألا أيُّها المولى الَّذي جاد باللُّهى ... وإحسانه عمَّ البريَّة بالوفر

ومن سابقت آلاؤه وتتابعت ... إليَّ أياديه ونعماه كالقطر

أبثُّك أشواقي وفرط صبابتي ... تقلِّب أحشائي على مسعر الجمر

فلو كانت الأرض الفسيحة صفحةً ... لسطري عليها والمداد من البحر

وأوغلت إفصاحًا وأطنبت شارحًا ... وأسهبت بالإفراط لم آت بالعشر

فيا ليت أنِّي كنت بين سطوره ... لأحظى برؤيا وجهه المشرق البدر

ولولا عوادٍ أشغلتني عن السُّرى ... لجئت إليه ساعيًا عوض السَّطر

وقال غزلًا: [من الرجز]

/ ٢٥٦ ب/ وغادة شبَّهتها في حسنها ... بالقمر الزَّاهر في جنح الدُّجى

قلت لها: يا منية القلب إلى ... أورثت الجسم سقامًا وضنى

صلي محبّا ذائبًا فؤاده ... أذابه الهجر وأفناه الجوى

قالت أجبت القول فيما تبتغي ... إن كان ما قد قلت حقًا يا فتى!

وله من صدر كتاب: [من الطويل]

كتابي عن شوق إليك وغبطة ... ........ لا يزال يزيد

ولي بعد بعدي عن لقائك زفرةٌ ... لها بين أحناء الضُّلوع وقود

وقال أيضًا: [من البسيط]

يا ربَّ قد أخذ البلوى مآخذها ... منِّي ولم يبق لي صبرٌ ولا جلد

فليس لي ملجأ إلَّا إليك ولا ... ركن ألوذ به إلَّاك يا صمد

وله أيضًا: [من الوافر]

عساها عن صباح النُّجح تجلى ... وترفع من دجى الغمرات سدلا

وتعقب بعد شدَّتها لباثًا ... وتنشط من عقال الهمِّ حبلا

فقد طاولت ناصية اللَّيالي ... أريد تجلُّد وأريد مطلا

/ ٢٥٧ أ/ إلى أن أنفدت صبري وأفنت ... سهام خطوبها حطمًا وفلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>