ومنها: ] من الطويل [
وإني ليدعوني السّلوّ فأنثني ... أبيّا ويدعوني الهوى فأجيب
ويحزنني أني خليّ من الهوى ... عليك وعار من هواك سليب
وأرتاب اشفاقًا عليك ولم يكن ... مظنّة ريب والشفيق مريب
بنفسي حبيب لا يملّ قطيعتي ... علي أنّه ما كان فهو حبيب
أتت نوب الأيام بيني وبينه ... وحالت عواد دونه وخطوب
وإني لأرجوه علي بعد داره ... وإنّ بعيدا نلته لقريب
وأنشدني أيضا لنفسه: ] من الطويل [
متي يغشي طيف المالكيّة مضجعي ... يجدني مغني بالحنين المرجّع
شهيًّا لي قلبي مثتابعة الهوى ... متي يدعني داعي الصّبابة أسمع
إذا الليل غشّاني ثياب ظلامه ... بدا لك ما تواريه أضلعي
حنين ووجد يخذلان تجلّدي ... وشوق وبثّ ينصران توجّعي
طربت لخفّاق النسيم كأنني ... سقيت به كأس السّلاف المشعشع
سري يملأ الآفاق طيبّا كأنّما ... يحمّل زاكي نشرك المتضوع
ثناؤك أشهي من ندى الرّوض غدوةً ... وأعذب من وصل الحبيب الممنّع
وكم لك عندي من أيادحميدة ... يقلّ لها قدري ويصغر موضعي
إذا ما دعاني نحوك الشوق والهوى ... أجبت بجاري دمعي المتسرّع
وما ذاك إلاّ بعض ما تستحقّه ... وكيف يجاري جود كفّيك أدمعي
ووالله لو فاضت لبعدك مهجتي ... علي حبّها ما كان ذلك مقنعي
أراد مجاريك أتّباعك فأنثني ... إلي زفرة حرّي وقلب مرّوع
وخّلفته لا يهتدي فكأنّما ... سددت عليه الأرض من كل مطلع
كرمتم بني عبد الكريم ونلتم ... جميل ثناء الذكر في كلّ مجمع
إذا غيركم دبّ الضّراء إلي العلا ... فإنّكم منها بمرأى ومسمع
وأنشدني قوله: ] من الطويل [
أصخ تستمع منّي غرائب شرّدا ... تكنّفها من حيث تملي المسامع