وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه بالتاريخ المقدم: [من الوافر]
/٢٧٤ أ/ بكم قلبي عليلٌ ما يبلُّ ... به منكم غليلٌ ما يبلُّ
فطر في كاتبٌ والطِّرس خدِّي ... وأشواقي تملُّ وما تملُّ
وأحبابي استقلُّوا ما ألاقي ... من البرحاء فيهم فاستقلُّوا
هم في القلب حلُّوا حين ساروا ... وهم عقدوا الهوى والصًّبر حلُّوا
ومن أجفانهنَّ السُّود يوم التَّفرُّق للسُّيوف البيض سلُّوا
فأيُّ حشًا هناك نجا سليمًا ... وأيَّ دمٍ هنالك ما أطلُّوا
رأوا قتلي ببينهم حلالًا ... ولا والله قتلي ما يحلُّ
كفى حزنًا بأنَّ الوجد نامٍ ... بقلبي والتَّجلُّد مضمحلُّ
وفي حبِّيهم قدمي استقامت ... وآلت لا تزول ولا تزُّل
ولمَّا أن رأوا منَّا نفوسًا ... تظلُّ من المآقي تستهلُّ
سقوا من نرجس الألحاظ وردًا ... ففي ورد الخدود الدَّمع طلُّ
لقد كنت العزيز وفي هواهم ... ذللت وكلُّ من يهوى يذلُّ
ألا يا حبَّذا أعلام نجد ... ووادي الخيف والبان المطلُّ
منازل لا ألمَّ بهنَّ محلٌ ... فهنَّ لمن كلفت به محلُّ
ومملوكٍ له في الترك آلٌ ... يروع وجنده لم يرع إلُّ
يدلُّ ومن يكن في الحسن فردًا بلا شبهٍ له لم لا يدلُّ
هلال السَّرج يطلع منه شمسًا ... علينا فرعه المسودُّ ظلُّ
وتصمي قوس حاجبه بنبلٍ اللَّواحظ عاشقيه ولا يولُّوا
إذا خطف القناة فذاك رمحٌ ... برمحٍ في الكريهة مشمعلُّ
وإن هزَّ الحسام يكن حسامًا ... تفلُّ به الجيوش ولا يفلُّ
ومن ضيق اللِّثام يرى هلالًا ... به لله إذ يبدو نهلُّ
ذؤابته بها ذابت قلوبٌ ... وفوق السَّرج منها صال صلُّ