من بيت أدب وشعر، مشهور الذكر. وأبو الحسن كان شاعرًا أديبًا له يد في علم التنجيم، وكتبة التقاوم، وكان نائب صاحب التركات.
أنشدني أبو محمد الحسن بن علي بن أبي البركات الضرير الواسطي، قال: أنشدني أبو الحسن لنفسه من قصيدة، وهي من مشهور شعره:[من مجزوء الكامل]
يا زاجر الحمر النِّياق ... عرَّج بزوراء العراق
واقر السَّلام على الَّذي ... من بعده طال اشتياقي
ومنها:
أبدًا شهودي أربعٌ ... متنزِّهون عن النِّفاق
ذلِّي وفيض مدامعي ... ونحول جسمي واحتراقي
/٢٣ ب/ ومنها قوله:
والشَّمس عند طلوعها ... تحمر من فرح التَّلاقي
وكذاك عند غروبها ... تصفَّر من ألم الفراق
[٤٦٦]
عليُّ بن أبي منصور بن أبي عبد الله، أبو الحسن الموصليُّ الضرير الفريضيُّ.
كان شاعرًا ذكيًا، ثاقب الحسِّ، دقيق الفطنة، إذا أورد الشعر يقيّد أسماع الحاضرين بصوته. وكان في أول عمره يضرب بالعود. وكان في حلقه بحَّة مستعذبة.
وأخبرني الشيخ أبو عبد الله أحمد بن الحسين النحوي، قال: خبرت عن أبي الحسن أنه كان يأخذ الشعرة من لحيته، ويقطعها بالطول أربع قطع ويعقدها لزكره.
وكان آخذًا من علوم شتى بأطراف، وسمعته يتكلم في النجوم وفي الطب، ورأيته يأخذ النبض، وعاشر الشيخ صدر الدين بن قيداس الفرضي الحاسب زمانًا طويلًا. وكان من أخصائه، /٢٤ أ/ فلما توفى، ولّاه زعامة الأضراء، فلم يصف له