{مِّنَ الأَنبَاءِ} من القرآن المودع أنباء القرون الخالية، أو أنباء الآخرة وما وصف من عذاب الكفار.
{مُزْدَجَرٌ} ازدجار أو موضع ازدجار. والمعنى: هو في نفسه موضع الازدجار ومظنة له، كقوله تعالى:{لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١] أي: هو
قوله:(أي: اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر) عن بعضهم: هو عطف قوله: {وكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} بأسره على قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، وهو عطف مفرد، وهو المضاف والمضاف إليه الموصوف على مفرد هو الساعة، فالعطف لتتميم المعنى، فيكون قوله:{وانشَقَّ القَمَرُ} بعضًا من هذه الأمور المستقرة ذكر لتخصيصه، وأنه من أعظم الأمور، فيجوز أن يكون من باب قوله:{وَمَلَائِكَتِهِ … وَجِبْرِيلَ}[البقرة: ٩٨]، إذا قدر: واقترب كل أمر مستقر قبله، أو من باب عطف {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ}[الحجر: ٨٧]، إذا قدر بعده، وأما توسيط قوله:{وإن يَرَوْا آيَةً} إلى آخره، فللاستطراد لذكر انشقاق القمر توبيخًا أو تقريعًا، {وكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} على أن يكون جملة برأسها، كان تذييلًا للكلام السابق، ولذلك عم الحكم بقوله:"كل أمر لابد وأن يصير إلى غاية يستقر عليها".
قوله:(هو في نفسه موضع الازدجار) و"في" فيه تجريدية، نحو قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١]. الراغب: مزدجر، أي: طرد ومنع عن ارتكاب المأثم، واستعمال الزجر فيهم لصياحهم بالمطرود، نحو أن يقال: اغرب، وتنح، ووراءك.