أو على قول مجاهد: كان الموعد أنهم لا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا متطوعين لا نصيب لهم في المغنم.
{كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ} يريد: في غزوة الحديبية.
{أَوْ يُسْلِمُونَ} معطوف على {تُقَاتِلُونَهُمْ}، أي: يكون أحد الأمرين؛ إما المقاتلة، أو الإسلام، لا ثالث لهما. وفي قراءة أبيّ:"أو يسلموا"؛ بمعنى: إلى أن يسلموا.
قوله:(متطوعين): الجوهري: "التطوع بالشيء: التبرع به، المطوعة: الذين يتطوعون بالجهاد".
قوله:(معطوف على {تُقَاتِلُونَهُمْ}، أي: يكون أحد الأمرين؛ إما المقاتلة أو الإسلام، لا ثالث لهما): أي: لا تؤخذ الجزية أن أريد ب"القوم": مشركو العرب، و"الإسلام" محمول على حقيقته، ولا يترك سدى أن أريد ب"القوم": المجوس والنصارى _ذكر المجوس والنصارى، ولم يذكر اليهود؛ لأن القوم ما دعوا إلى اليهود، لأن اليهود ما اجتمع لهم رأي بعد ذلك، ولا كانت لهم شوكة وبأس شديد_ و"الإسلام" محمول على الانقياد.
والعطف يحتمل أمرين_ كما قال في "المفصل"_: "الرفع على الإشراك بين {يُسْلِمُونَ} و {تُقَاتِلُونَهُمْ}، أو على الابتداء".
وقال ابن الحاجب في "الشرح": "الرفع على الإشراك بين {يُسْلِمُونَ} و {تُقَاتِلُونَهُمْ} على معنى التشريك بينهما في عامل واحد، حتى كأنك عطفت خبرًا على خبر، أو على الابتداء،