في مواضع من التنزيل، وهذا من ذاك. والمعنى:{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} بما يقيمه فيها من الحق والعدل، ويبسطه من القسط في الحساب ووزن الحسنات والسيئات، وينادي عليه بأنه مستعار إضافته إلى اسمه؛ لأنه هو الحق العدل. وإضافة اسمه إلى الأرض؛ لأنه يزينها؛ حيث ينشر فيها عدله، وينصب فيها موازين قسطه، ويحكم بالحق بين أهلها، ولا ترى أزين للبقاع من العدل، ولا أعمر لها منه. وفي هذه الإضافة أن ربا وخالقها هو الذي يعدل فيها، وإنما يجوز فيها غير ربها، ثم ما عطف على إشراق الأرض من وضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء بالحق، وهو النور المذكور. وترى الناس يقولون للملك العادل: أشرفت الآفاق بعدلك، وأضاءت الدنيا بقسطك، كما يقولون: أظلمت البلاد بجور فلان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الظلم ظلمات يوم القيامة". وكما فتح الآية بإثبات العدل، ختمها بنفي الظلم. وقرئ:(وأشرقت) على البناء للمفعول، من شرقت بالضوء تشرق: إذا امتلأت به واغتصت. وأشرقها الله، كما تقول: ملأ الأرض عدلًا وطبقها عدلًا. و {الْكِتَابِ}: صحائف الأعمال، ولكنه