للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكفي كان من أرمى البشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أي: أنا ابن رجل جلا الأمور وكشفها، متى أضع العمامة على رأسي تعرفوني أني من أهل العمامة، والدليل على حذف الموصوف منع التنوين من الابن وامتناع أن يضاف الابن إلى "جلا"؛ لأنه ليس باسم أبيه فيضاف إليه، وإذا جعلناه صفة فلا بد أن يكون فعلًا، ولا يضاف إلى الفعل إلا اسم الزمان والمكان وليس الابن بواحد منهما، فثبت أن المضاف إليه محذوف وهو الموصوف.

فإن قلت: فلعل عدم دخول التنوين على "جلا" على مذهب عيسى بن عمر، فمذهبه أن الفعل إذا سمي به كان كونه على صيغة الفعل سببًا والعملية سبب آخر فيمتنع من الصرف، وإن لم يمنع صرف مثله الخليل وسيبوية والجمهور.

قلت: ذلك مذهب باطل بدليل ما نقله الثقات من صرف "كعسب"، وهو في الأصل فعل، يقال: كعسب الرجل إذا مشى بإسراع مع تقارب الخطو. ولا تنوين في "جلا" في البيت فيحمل على أنه فعل ماض وقع صفة لموصوف محذوف، وفيه تأويل آخر، وهو أن "جلا" من باب حكاية الجمل كأن "جلا" فيه ضمير فيجب حكايته كما حكى "يزيد" في قوله:

نبئت أخوالي بني يزيد

قال الميداني: يضرب للمشهور المتعالم، وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي، تقديره: أنا ابن الذي يقال له: جلا الأمور وكشفها.

قوله: (بكفي كان من أرمى البشر)، أوله:

مالك عندي غير سهم وحجر .... وغير كبداء شديدة الوتر

جادت بكفي (أي بكفي شخص) كان من أرمى البشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>