به لهم -للعلم بأعماله- أن لا يذوقوا إلا الموتة الأولى، بخلاف الكفار، فإنهم فيما يتنون فيه الموت كل ساعة، وقيل لبعض الحكماء: ما شر من الموت؟ قال: الذي يُتمنى فيه الموت.
يقوله المؤمن تحدثًا بنعمة الله واغتباطه بحاله وبمسمع من قرينه، ليكون توبيخًا له يزيد به تعذبًا، وليحكيه الله فيكون لنا لطفًا وزاجرًا. ويجوز أن يكون قولهم جميعًا، وكذلك قوله:{إنَّ هَذَا لَهُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} أي: إن هذا الأمر الذي نحن فيه. وقيل: هو من وقل الله عز وجل تقديرًا لقولهم وتصديقًا له. وقرئ:(لهو الرزق العظيم)، وهو ما رزقوه من السعادة.
قوله:(وليحكيه الله) عطف على "ليكون"، يريد: أن هذا القول معروف معلوم ما أتى للإعلام بل للاغتباط والتحدث بنعمة الله تعالى توبيخًا ولطفًا.
قوله:(ويجوز أن يكون قولهم جميعًا) أي: المؤمن وأصحابه، وهو عطف على قوله:"يقوله المؤمن"، والمعنى: لما فرغ القرين من توبيخ قرينه.
وذكر عصمة الله له من تلك الورطة حمدًا لله تعالى أتبع ذلك هو ومن صحبه من عباد الله المخلصين اغتباطًا وتحدثًا بنعمة الله.
قوله:(وقيل: هو من قول الله) أي قوله: {إنَّ هَذَا لَهُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ} وعلى الوجهين السابقين كان من قول المؤمن أو المؤمنين.