أو شبه اسم الفاعل في ذلك بالمضارع لتآخ بينهما، كانه قال: تطلعون، وهو ضعيف لا يقع إلا في الشعر. {فِي سَوَاءِ الجَحِيمِ}: في وسطها، يقال: تعبت حتى انقطع سوائي، وعن أبي عبيدة: قال لي عيسى بن عمر: كنت أكتب -يا أبا عبيدة-
وقال الزجاج: فهو شاذ بالإجماع، وله وجه ضعيف، وقد جاء في الشعر:
هم الفاعلون الخير والآمرونه .... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وكل أسماء الفاعلين إذا ذكرت بعدها المضمر لم تذكر النون ولا التنوين، تقول: زيد ضاربي، وهما ضارباك، وهم ضاربوك، ولا يجوز هو ضاربني، ولا هم ضاربونك إلا في الشعر؛ إلا أنه قد قرئ:"مطلعون" على: مطلعوني، فحذف الياء كما تحذف في رؤوس الآي، وبقيت الكسرة دليلًا عليها. وأجود القراءة وأكثرها:{مُّطَّلِعُونَ}؛ بتشديد الطاء وفتح النون، ويليه:"مطلعون" بالتخفيف والفتح.
قوله:(حتى انقطع سوائي) أي وسطي وهو الظهر.
الراغب: سواء وسط، وقيل: سواء وسوى. قال تعالى:{مَكَانًا سُوًى}[طه: ٥٨] أي: يستوي طرفاه، ويستعمل ذلك وصفًا وظرفًا، وأصل ذلك مصدر. والشيء المساوي، كعدل ومعادل وقتل ومقاتل، تقول: سيان زيد وعمرو، وأسواء: جمع سي: كنقض وأنقاض، يقال: قوم أسواء، والمساواة متعارفة في المثمنات، يقال: هذا الثوب يساوي كذا، وأصله ساواه في القدر.
قوله:(يا أبا عبيدة) قال رحمه الله: إن كانت الهمزة بعد حرف النداء همزة قطع أسقطت