قوله:({تَتَجَافَى}: تَرتفع) يَتجافى جَنْبُه عن كذا، يجوز أن يكون {تَتَجَافَى} مُستأنفًا؛ فلا محلَّ له من الإعراب، ويجوز أن يكون حالاً من المُضمَرِ في {خَرُّوا} وكذلك {يَدْعُونَ} في موضع الحال، وكذلك {سُجَّدًا}، وكذلك {وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}، وكذلك قولُه:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} كلُّها أحوالٌ من المُضمَر الذي في الحال قبلَه.
الراغب: أصلُ الجَنْبِ الجارحةُ، ثم يُستعار للنّاحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائرِ الجوارحِ، لذلك نحوَ اليمينِ والشِّمال؛ كقول الشاعر:
من عن يميني مرّةً وأمامي
وقيل: جَنْب الحائطِ وجانبُه، {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ} أي: القريب. وقوله:{فِي جَنبِ اللَّهِ}[الزُّمَر: ٥٦]؛ أي: في أمره وَحَدِّه الذي حدَّه لنا، وسار جَنِيبَه وجنيبته وجنابَيْه وجَنابَتَيْهِ، وجَنَبتُه أصبْتَ جَنْبَه: نحو: كَبَدْتُه وفأَدْتُه، وجُنِبَ: شَكى جَنْبَه، وجنبَ فلانٌ: أبعدَ عن الخير، وكذلك يقال في الدُّعاء في الخير، وسمِّيت الجَنابةُ بذلك؛ لكونها سببًا لتجنُّبِ الصَّلاة.