(أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ) حسنه، لأنه ما من شيء خلقه إلا وهو مرتب على ما اقتضته الحكمة وأوجبته المصلحة؛ فجميع المخلوقات حسنة؛ وإن تفاوتت إلى حسٍن وأحسن، كما قال:(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)] التين: ٤ [وقيل: علم كيف يخلقه؛ من قوله: قيمة المرء ما يحسن. وحقيقته. يحسن معرفته أى: يعرفه معرفةً حسنةً بتحقيق وإتقان. وقرئ:(خلقه) على البدل، أى: أحسن فقد خلق كل شيء. و (خلقه) على الوصف،
قوله:(من قوله) أي: من قول عليٍّ رضي الله عنه: قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِنُه. أي: كلُّ مَنْ زاد علمُه زاد في صُدور الناس قَدْرُه وقيمتهُ، وكلُّ مَنْ نقص علمُه نقصَ في قلوب الناسِ جاهُه وحِشْمَتُه.
قال أبو البقاء: بالسُّكون بَدَلٌ مِن {كُلَّ}، بدلُ اشتمالٍ؛ أي: أَحسَنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، ويجوز أنَ يكون مفعولاً أوَّلَ، و {كُلَّ شَيْءٍ} ثانيًا، و {أَحْسَنَ} بمعنى عَرَّف؛ أي: عرَّف عبادَه كلَّ شيءٍ. وبالفتح فِعْلٌ ماضٍ، وهو صفةٌ لـ {كُلَّ شَيْءٍ}.