قوله: (و {إِلَّا} بمعنى "لكن")، يريد أن الاستثناء منقطع، و {مَن} منصوب المحل، كقوله تعالى: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلَّا آَلَ لُوطٍ} استثناءٌ منقطع، لأن القوم موصوفون بالإجرام، فاختلف لذلك الجنسان، وهاهنا بالعكس، لأن المستدرك جنسٌ غير المعصومين استدرك من المعصومين، وإليه الإشارة بقوله:"ولكن من ظلم منهم، كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف، ومن موسى" عليهم السلام، وأما فرطة آدم وإخوة يوسف وموسى فظاهرةٌ، وأما فرطة يونس فما دل عليها:{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}[الصافات: ١٤٠]، وفرطة داود ما يشعر به قوله:{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ}[ص: ٢٤] وفرطة سليمان قوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}[ص: ٣٤].
الكواشي: المعنى على الانقطاع، أي: من أمنته من عذابي لا ينبغي أن يخاف من حية.
قوله:(لما أطلق نفي الخوف عن الرسل كان ذلك مظنةً لطرو الشبهة)، هذا إشارةٌ إلى الخلاف بين الناس في جواز الذنب على الأنبياء أو عدمه. قال الإمام: فيه خمسة أقوال: