الهاء في (إِنَّهُ) يجوز أن يكون ضمير الشأن. والشأن (أَنَا اللَّهُ) مبتدأ وخبر. و (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) صفتان للخبر. وأن يكون راجعا إلى ما دل عليه ما قبله، يعني: أنّ مكلمك أنا، و (اللهُ) بيان لأنا. و (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ): صفتان للمبين، وهذا تمهيد لما أراد أن يظهره على يده من المعجزة، يريد: أنا القوي القادر على ما يبعد من الأوهام؛ كقلب العصا حية، الفاعل كل ما أفعله بحكمة وتدبير.
إن الذي سمك السماء بنى لنا … بيتاً دعائمه أعز وأطول
والحاصل أن قوله:{وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} كالتذييل والتأكيد لما تضمن قوله: {بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} من المعاني التي أشير إليها فيما سبق.
قوله:(وهذا تمهيدٌ لما أراد أن يظهره)، اعلم أنه تعالى كما جعل {وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} تذييلاُ للكلام السابق تنبيهاً على جلالة الأمر الحادث، جعل قوله:{إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تمهيداً للكلام اللاحق تنبيهاً على فخامته، وأن مظهره الله العزيز الحكيم. وإليه الإشارة بقوله: "أنا القوي القادر على ما يبعد من الأوهام".