وقرئ:(وأطراف النهار)، عطفا على (آناء الليل)، و (لعل) للمخاطب، أى: اذكر الله في هذه الأوقات، طمعا ورجاء أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ويسر قلبك. وقرئ:(ترضى)، أى يرضيك ربك.
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) أى نظر عينيك، ومدّ النظر: تطويله، وأن لا يكاد يرده، استحسانا للمنظور إليه وإعجابا به، وتمنيا أن يكون له، كما فعل نظارة قارون حين قالوا (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)] القصص: ٧٩ [، حتى واجههم أو لو العلم والإيمان ب (وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً)] القصص: ٨٠ [وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه، وذلك مثل نظر من باده الشيء بالنظر ثم غض الطرف، ولما كان النظر إلى الزخارف كالمركوز في الطباع، وأنّ
قوله:(ولعل للمخاطب)، أي: الترجي راجعٌ إلى المخاطب، كما أن الشك في قوله تعالى:(أَوْ يَزِيدُونَ)[الصافات: ١٤٧] راجعٌ إلى المخاطب لا إلى المتكلم سبحانه وتعالى.
قوله: (وقرئ: "تُرْضَى")، بضم التاء: الكسائي.
الراغبُ: رضي يرضى رضاً فهو مرضي ومرضُوٌّ، ورضا العبد عن الله: أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضا الله عن العبد هو: أن يراه مؤتمراً لأمره ومنتهياً عن نهيه، قال الله تعالى:(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)[البينة: ٨].