(فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) في فرقهم وطوائفهم. والشيعة: الفرقة إذا اتفقوا على مذهب وطريقة. ومعنى أرسلناه فيهم: نبأناه فيهم وجعلناه رسولا فيما بينهم وَما (يَأتِيهِمْ):
سلطانه، عقبه بقوله ليكون دليلاً على ذلك المدعى، وإليه الإشارة بقوله:"لو كان من عند البشر أو يكون غير آية أي: معجزة لتطرق إليه الزيادة والنقصان".
وقال الإمام: إن الله حفظه بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر؛ لأنه يعجز الخلق عن الزيادة والنقصان فيه؛ لأنهم لو راموا ذلك لتغير نظمه، وظهر للخلق أنه من كلام البشر، وليس من خالق القوى والقدر.
قوله:(والشيعة: الفرقة إذا اتفقوا على مذهب)، الراغب: الشياع: الانتشار والتقوية، تقول: شاع الحديث: إذا كثر وانتشر، وشاع القوم: انتشروا وكثروا، وشيعت النار: قويتها، والشيعة: من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه.
قوله:(أرسلناه فيهم: نبأناه فيهم وجعلناه رسولاً فيما بينهم)، يعني: أن (أَرْسَلْنَا) استعمل بـ "في"، والأصل: أرسلنا إليهم للإعلام بمزيد التمكن فيهم، فدل قوله:"نبأناه فيهم" على معنى: أعطيناه المعجزة، وقوله:"وجعلناه رسولاً فيما بينهم" على معنى: صيرناه