حاضرةً في وادٍ يبابٍ ليس فيه نجم ولا شجر ولا ماء لا جرم أن الله عز وجلّ أجاب دعوته فجعله حرماً آمنا تجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنه، ثم فضله في وجود أصناف الثمار فيه على كل ريفٍ وعلى أخصب البلاد وأكثرها ثماراً، وفي أي: بلد من بلاد الشرق والغرب ترى الأعجوبة التي يريكها الله بواد غير ذي زرع، وهي اجتماع البواكير والفواكه المختلفة الأزمان من الربيعية والصيفية والخريفية في يوم واحد، وليس ذلك من آياته بعجيب، متعنا الله بسكنى حرمه، ووفقنا لشكر نعمه، وأدام لنا التشرف بالدخول تحت دعوة إبراهيم عليه السلام، ورزقنا طرفا من سلامة ذلك القلب السليم.
قوله:(ثم فضله)، "ثم" للتراخي في الإخبار أو الزمان.
قوله:(على كل ريف)، الريف: أرض فيها زرع وخصب.
قوله:(وفي أي بلد من بلاد الشرق والغرب)، "أي" فيه استفهامية، و"التي" صفة الأعجوبة، فإنه لما قال:"ثم فضله في وجود أصناف الثمار فيه على كل ريف وعلى أخصب البلاد"، قال:"في أي بلد"، أي: لا ترى الأعجوبة التي يريكها الله تعالى في مكة في بلاد الشرق والغرب أي بلد شئت.
قوله:(اجتماع البواكيل)، الجوهري:"الباكورة: أول الفاكهة".