"الإبانة" كتاب الرد على الجهمية ٢/ ٢٨٤ - ٢٨٨ (٤٥٦)
قال أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي الخطيب، كان في جامع منصور: حدثنا أبو علي -حنبل بن إسحاق بن حنبل- قال: حضرت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عند عفان، وكان أول ما امتحن عفان، وسأله يحيى بعدما امتحن من الغد، فقال له: يا أبا عثمان، أخبرنا بما كلمك به إسحاق، وما كان مرده عليك؟
فقال: يا أبا زكريا، لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك -يعني بذلك: أني لم أجب.
فقال له: كيف كان؟ قال: قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرقة، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن -يعني: مخلوق- فإن أجاب فأقره على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به فاقطع عنه الذي تجري عليه.
فقال لي إسحاق: يا شيخ، إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه إلى ما يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا نحن أيضًا.
فقال: قال عفان: فقلت له: فقول اللَّه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)} [الذاريات: ٢٢] قال: فسكت عني، وانصرفت، فسر أبو عبد اللَّه بذلك ويحيى وأصحابهم.
قال حنبل: فسمعت أبا عبد اللَّه بعد ذلك يقول: سبحان اللَّه! كان