للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صلى ثماني ركعات سبحة الضحى، وابن عبد البر في التمهيد من طريق عكرمة بن خالد أنها قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فصلى ثمان ركعات، فقلت ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاة الضحى (١) .

والزعم بأن تلك الصلاة كانت صلاة شكر من قِبَل النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك الفتح العظيم صادفت ذلك الوقت، أو أنها كانت قضاء عما شغل به - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة من حزبه فيها، خلافُ ظاهر الخبر السابق عنها (٢) ، وما جاء عن عائشة بنفي صلاة النبي لها حمله القائلون بالإثبات، على نفي رؤيتها ربما في بداية مشروعيتها، وذلك لما ورد عنها بعد ذلك من إثبات كما في نحو ما رواه مسلم وأحمد وابن ماجة أنها قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله تعالى.. وقد شهد أيضاً بأنه عليه الصلاة والسلام كان يصليها على ما قال الحاكم، أبو ذر الغفاري وأبو سعيد وزيد بن أرقم وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبوالدرداء وعبد الله بن أبي أوفى وعتبان بن مالك وعتبة بن عبد السلمي ونعيم بن همام الغطفاني وأبو أمامة الباهلي وأم هانئ وأم سلمة. ومن القواعد المعروفة أن المثبِت مقدم على النافي، على أن رواية الإثبات أكثر بكثير من رواية النفي وتأويلها أهون من تأويل غيرها، وتمام الكلام في ذلك في كتب الحديث والفقه وحسبنا منه ما ذكرنا مما اقتضاه المقام (٣) .


(١) ينظر روح المعاني٢٣/٢٥٧مجلد ١٣.
(٢) ينظر السابق.
(٣) السابق٢٣/٢٥٧، ٢٥٨، ٢٥٦ مجلد ١٣..والحواشي الشهابية٨/١٣٦.

<<  <   >  >>