للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي الاعتراض بجملة (وله الحمد في السموات والأرض) في آية الروم بين الظروف إشعار بأن تسبيح المؤمنين لله ليس لمنفعة تعود عليه سبحانه فهو الغني عن العالمين، بل لمنفعة المسبحين أنفسهم، لأن الله محمود في السموات والأرض من غير وقوع الحمد منهم، فهو غني عن حمدهم، وقد أفاد تقديم المجرور في (وله الحمد) ، القصر الادعائي لجنس الحمد على الله تعالى، لأن حمده هو الحمد الكامل على نحو قولهم: فلان الشجاع (١) .

وتوسيطه بين أوقات التسبيح إنما هو للاعتناء بشأنه والإشعار بأن حقها أن يجمع بينهما كما ينبئ عنه قوله تعالى: (ونحن نسبح بحمدك.. البقرة /٣٠) ، وقوله: (فسبح بحمد ربك.. الحجر /٩٨، والنصر /٣) (٢) ، ولعل هذا يفسره ما جاء عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن (٣) ، وعنها أنها فقدته - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فظنت أنه ذاهب إلى بعض نسائه، فتحستسه فإذا هو راكع أو ساجد يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت) فقالت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي شأن آخر (٤) .

٢- ما جاء في حق الأنبياء السابقين:


(١) ينظر التحرير ٢١/ ٦٦ مجلد ١٠والرازي١٢/ ٤٥١.
(٢) ينظرتفسير أبي السعود ٧/ ٥٤ مجلد ٤.
(٣) رواه أحمد والبخاري ومسلم.
(٤) رواه أحمد ومسلم والنسائي.

<<  <   >  >>