للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه اللام التي زادوها أشبه شيء بالنون التي زادها اليهود في قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ}.

ويقول الله جل وعلا في منع تبديل القرآن بغيره: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)}.

ولا شك أن من بدل (استوى) باستولى مثلًا لم يتبع ما أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .

فعليه أن يجتنب التبديل، ويخاف العذاب العظيم الذي خافه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو عصا الله فبدل قرآنًا بغيره، المذكور في قوله: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)}.

واليهود لم ينكروا أن اللفظ الذي قاله الله لهم هو لفظة (حطة) ولكنهم حرفوه بالزيادة المذكورة.

وأهل هذه المقالة لم ينكروا أن كلمة القرآن هي (استوى)، ولكن حرفوها وقالوا في معناها: استولى، وإنما أبدلوها بها؛ لأنها أصلح في زعمهم من لفظ كلمة القرآن؛ لأن كلمة القرآن توهم غير اللائق، وكلمة استولى في زعمهم هي المنزهة اللائقة بالله، مع أنه لا يعقل تشبيه أشنع من تشبيه استيلاء الله على عرشه المزعوم باستيلاء بشر على العراق.

وهل كان أحد يغالب الله على عرشه حتى غلبه على العرش، واستولى عليه؟!

وهل يوجد شيء إلا والله مستول عليه؟ فالله مستول على كل شيء.