للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا}: أي: والملائكة حينئذ على أطرافها ونواحيها.

والواحد: رجًا، بالقصر؛ أي: إذا ضعفت عن الاستمساك والحمل صاروا إلى حدودها.

وقيل: أي: تشقَّقت فصاروا على أطراف شقوقها.

{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}: أي: ينزل العرشُ إلى عرصة القيامة لفصل القضاء بين الخلق.

وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: "حمَلةُ العرش (١) اليومَ أربعة، فإذا كان يوم القيامة ضُمَّ إليها أربعة، فصاروا ثمانية" (٢).


(١) "حملة العرش" من (أ) و (ف).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٢٢٩)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٢/ ٤٦٨) من طريق ابن إسحاق عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بلاغًا، ورواه الطبري أيضًا من طريق ابن زيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكلاهما معضل. وجاء في حديث الصور الطويل، وفيه: "والملائكة تحمل عرشه يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة".
رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (١٠)، والمروزي في "تحظيم قدر الصلاة" (٢٧٣)، والبيهقي في "البعث والنشور" (٦٠٩) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. قال ابن كثير: هذا حديث مشهور، وهو غريب جدًّا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، ووفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختلف فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.
قلت -القائل ابن كثير-: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة. وأما سياقه، فغريب جدًا، ولقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقًا واحدًا، فأنكر عليه بسبب ذلك.