للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ووضَعْتُم نسَبي، فأنا اليومَ أرفعُ نسَبي وأضَعُ أنسابَكم، ألَا فليَقُمِ المُتَّقون (١).

وقال الإمام القُشَيري رحمه اللَّه: إذا كانت الأصولُ تُرْبةً ونُطْفةً وعَلَقةً، فالتَّفاخرُ بماذا؟ أَبِتُرْبٍ مَسْنونٍ، أو بنُطْفَةٍ في قَرارٍ مَكينٍ، أو بماءٍ يَنْطوي عليه ظاهرُكَ، أو بأفعالكَ التي هي بالرِّياء مَشُوبةٌ، أو بأحوالكَ التي هي بالإعجاب مَصحُوبةٌ، أو بمُعاملَتِكَ التي كلُّها خيانةٌ؟!

قولُه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}: فـ {أَتْقَاكُمْ} (٢) أبعدُكم مِن نفْسِه، وذلك أقربُكم مِن ربه (٣).

* * *

(١٤) - {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

وقولُه تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا}: وهذا مُتَّصِلٌ بما مَرَّ في ذِكْرِ جَفاءِ الأعراب في أخلاقهم وعقائدهم ورُؤْيَتِهم الفَضْلَ بأنسابهم وعشائرهم.


(١) رواه المعافى بن عمران في "الزهد" (١٣٣)، والحارث في "مسنده" (٨٥٦)، والطبراني في "الصغير" (٦٤٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣٧٢٦)، والثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٥٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٧٧٥)، والواحدي في "الوسيط (٤/ ١٥٩). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٨٤): فيه طلحة بن عمرو، وهو متروك.
ورواه من طريق آخر الحاكم في "المستدرك" (٣٧٢٥)، وقال: هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: فيه المخزومي بن زبالة: ساقط.
(٢) في (أ): "هم"، وفي (ف): "فأتقاهم".
(٣) في (ف): "وأتقاهم أبعدهم من نفسه فذاك أقربهم من ربه" بدل من "فأتقاكم أبعدكم من نفسه وذلك أقربكم من ربه". وانظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٣/ ٤٤٣).