على كمال قدرتنا على إحياء الموتى وغيرِ ذلك: أنَّا نحن (١) نحيي بالماء الذي ينزل من السماء الأرضَ التي قد ماتت فصارت لا نباتَ لها ولا حركة بها.
قوله تعالى:{وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا}: أي: أخرجنا منها أنواعَ الحب من الأطعمة كالحنطة والشعير والأقوات {فَمِنْهُ}؛ أي: من ذلك الحَبِّ {يَأْكُلُونَ} غذاءً لهم.
{وَجَعَلْنَا فِيهَا}: أي: في الأرض {جَنَّاتٍ}: بساتين {مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} وهما أعلى الثمار فخصَّهما بالذكر لذلك.
{لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ}: ليكون لهم ثمارٌ يأكلونها.
وقوله تعالى:{مِنْ ثَمَرِهِ}: من ثمرِ ما ذكرنا، ولم يؤنِّثها لذلك، وجمَع نعمة الثمار إلى نعمة الأطعمة.
{وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}: قيل: هو نفي؛ أي: ولم تعمله أيديهم، فإن اللَّه أخرجها لهم، وهو كقوله:{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}[الواقعة: ٦٤]{أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ}[الواقعة: ٧٢].
وقيل: هو بمعنى (الذي)؛ أي: ومِن الذي عملَتْه أيديهم، وهي أصنافُ الأشربة والحلاوات؛ كما قال:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}[النحل: ٦٧]، ويدخل فيها العصير والخل والرُّبُ وغيرها.