للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحدها: تعريفُ الجنس وهو لتعميم الكلِّ.

والثاني: أنه لتعريف المعهود وهو ما تعارَفوه من الثمار.

والثالث: أنه لتعريفِ المعهود، وهو الثمارُ المخرَجة من الجنة، قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لمَّا أُهبط آدم عليه السلام من الجنة علَّمه اللَّه صَنعةَ كلِّ شيءٍ، وزوَّده من ثمار الجنة، فثمارُكم هذه من ثمار الجنة، إلا أن ثمار الجنة لا تتغيَّر" (١).

وقوله تعالى: {رِزْقًا لَكُمْ}: قيل: طعامًا (٢)، وقيل: قُوتًا، وقيل: غذاءً، وهي متقاربةٌ، وقد مرَّ تفصيله وتفسيرُه في قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ}.

وجملتُه (٣): أن اللَّه تعالى تعرَّف إليهم بذكرِ ما منَّ به عليهم؛ مِن خَلْق السماءِ لهم سقفًا مرفوعًا، وإنشاءِ الأرض لهم فراشًا (٤) موضوعًا، وإخراجِ النبات لهم بالمطر رزقًا مجموعًا.

ويقال: أعتقَهم عن منَّة الأمثال بأنْ هيَّأ لهم ما لا بدَّ منه، فكافأهم فجعل


(١) رواه البزار في "مسنده" (٣٠٢٩) من حديث أبي موسى رضي اللَّه عنه مرفوعًا، وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن عوف عن قسامة عن أبي موسى موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا ربعي. قال عبد الحق في "الأحكام الكبرى" (٤/ ١٦٩): ربعي هو ابن علية أخو إسماعيل ابن علية وهو ثقة مأمون. وقسامة بن زهير ثقة، ذكر ذلك فيهما يحيى بن معين، ولم يذكره أبو بكر البزار. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٩٧): رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات.
والموقوف رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٩٩٦) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢) في (أ): "أي طعامًا لكم" بدل: "قيل: طعامًا".
(٣) في (أ): "وحكمته".
(٤) في (أ) و (ف): "فرشًا". وضبطت (سقفا) في (أ) بضم السين.