للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَاسْتَمِعُوا لَهُ}: أي: استمعوا له (١) حالَ ما شبَّهوه بي؛ لتَقِفوا على جهلهم.

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}: أيها المشركون؛ أي: تَدَّعونهم آلهة، وقيل: أي: تعبدونها.

وقوله تعالى: {لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا}: أي: لن يقدروا على خلقِ ذبابٍ مع صغره وذلِّه (٢) {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} مع كثرتهم.

وقوله تعالى: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا}: أي: ولو استَلَب الذباب من هذه الأصنام شيئًا {لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ}؛ أي: لا يقدروا على أن يخلِّصوه منه، وجَزْمُه بكونه جزاءَ الشرط، والجمع بالواو والهاء والميم وهي لا تعقل لِمَا أنهم أنزلوها في هذه منزلةَ العقلاء؛ كما قلنا (٣) في قوله: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: ٤].

وقوله تعالى: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}: ضعفَ الصنمُ الذي سلبه الذباب شيئًا فصار طالبًا عند الذباب ما أخذه منه، والمطلوب الذبابُ ثبت عليه ما سلب، وتوجَّه إليه (٤) الطلب.

وقيل: معناه على هذا: ضَعُفَ كلُّ واحد منهما، فلا فرقَ بين مَن عبد هذا أو ذاك، بل الذباب أقرب إلى القوة والعزة (٥) من الصنم الذي لا يَدفع سلبَ الذباب عنه.


= {يَاأَيُّهَا النَّاسُ}، وتذييل المثل بقوله تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، وتعليله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز}.
وحكاه الآلوسي في "روح المعاني" (١٧/ ٤١٠) عن الأخفش، ثم استبعده بقوله: والحق الذي لا ينكره إلا مكابر: أن تفسير الآية بما حكي فيه عدول عن الظاهر.
(١) "أي: استمعوا له" ليس في (أ).
(٢) في (ر) و (ف): "وقلته".
(٣) "قلنا" زيادة من (أ).
(٤) في (ر) و (ف): "عليه".
(٥) في (ر) و (ف): "والعدة".