للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واضحاتٍ لا لَبْس فيها ولا موضعَ اعتراضٍ، وعجزوا عن معارضته {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ}؛ أي: التغيُّرَ لسماعه والكراهةَ والاغتياظَ لتاليه.

{يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}: أي: يبطشون بهم ويَثِبُون عليهم.

وقوله تعالى: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ}: أي: بأكرهَ من سماع القرآن عندكم.

وقيل: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ}؛ أي: بأشرَّ (١) وأغلظ.

{النَّارُ}: أي: ذلك هو النار {وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وأنتم منهم {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}؛ أي: وبئس المرجعُ النارُ.

* * *

(٧٣) - {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ}: يَنتظِم بقوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} يقول: يأيها الناس جُعل لي مَثَلٌ؛ أي: مِثْلٌ، وهو كالشَّبَه والشِّبْه (٢)؛ أي: جَعَل الكفار لي الصنمَ مِثْلًا (٣).


(١) في (ر) و (ف): "أشر".
(٢) في (ر) و (ف): "أي تمثل وهو كالشبه والتشبيه".
(٣) في (ر) و (ف): "شبيها". وهذا الوجه من التفسير قال نحوه أيضًا الأخفش في "معاني القرآن" (٢/ ٤٥٢)، ونقله الطيبي في حاشيته على "الكشاف" المسماة "فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب" (١٠/ ٥٣٠) عن المؤلف في "تفسيره" هذا، ثم تعقبه بقوله: في جعل (ضُرِبَ) بمعنى: جُعِل هذا له، عدولٌ عن الظاهر، وخرمٌ للنظم الفائق؛ فإن قولَه تعالى: {ضُرِبَ مَثَلٌ} مُجملٌ بُيِّنَ بقولِه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وقولَه: {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} تقريرٌ لما يُراد من الإبهام والتبيين، من توخِّي التفطن لما يُتلى بعد المجمل، وتطلُّب إلقاء الذهن، ويؤيده تصديرُ الآية بقوله: =