للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٤٧) - {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}: أصل اللقاء: رؤيةُ العين، وهؤلاء كذَّبوا برؤية الآخرة؛ أي: الدارِ الآخرة استبعادًا لها وإحالةً لوجودها، و {حَبِطَتْ}؛ أي: بطَلت وتلاشَتْ.

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: يحتمل هذا وجهين:

يحتمل أنهم كانوا مؤمنين ثم كفروا فحبِطت الطاعات التي عملوها في الإيمان.

ويحتمل أنه أراد به المعروفَ والصنائع؛ من صلةِ الرَّحِم والصَّدَقات والخيراتِ التي عملوا بها في الكفر، حبط ثوابُ ذلك حين لم يؤمنوا (١).

وقوله تعالى: {هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: استفهامٌ بمعنى النفي؛ أي: لا يُجزون إلا بما عملوا من الكفر والمعاصي.

وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: {الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ} التكبُّرُ: توهُّمُ استحقاقكَ الحقَّ.

ويقال: مَن رأى لنفسه قيمةً في الدنيا والآخرة فهو متكبِّر.

ويقال: مَن ظنَّ أن به شيئًا أو منه أو له أو إليه من النفي والإثبات -إلا على وجه الاكتساب- فهو متكبِّرٌ (٢).

* * *

(١٤٨) - {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ}.


(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٣٩ - ٤٠).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٧٠).