للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رمضان تَغفر لهم ما كان قبل ذلك، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة محمد (١)، قال: فاجعل لي هذا الشهر، قال: هو لأمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قال موسى: يا رب! وما شهرُ رمضان؟ قال: شهر اخترتُه لنفسي وأعطيتُ فيه من الفضل لأحمدَ وأمته ما لم أعطِ أحدًا (٢)، فلو أَذِنْتُ للسماء لشفعت لهم، ولو أَذِنتُ للأرض لشَفعت لهم في ذلك الشهر، ولو أَذنتُ لملائكتي لشفعوا لهم في ذلك الشهر، قال: يا رب، إني لأجد أمةً يحجُّون البيتَ الحرام لا يَقضون منه (٣) وطرًا، يَعجُّون لك بالبكاء عجيجًا (٤)، ويَرجُّون بالتلبية رجيجًا (٥)، فاجعلهم أمتي، قال: هم أمة محمد، قال: يا رب، فما تعطيهم على ذلك؟ قال: أَرُدُّهُم بالمغفرة، وأُشفِّعهم (٦) فيمَن وراءهم، قال: يا رب، فإنَّ فيهم مَن ليست نفقتُه بزاكيةٍ ولا عملُه بصالح؟ قال: وما علمُك يا موسى، قال: لولا أنك علَّمْتني لم أعلم، قال: يا موسى، أشفِّع بِرَّهم في فاجرهم، قال: يا رب، إني أجد (٧) أمةً يُحشرون يوم القيامة على ثلاثٍ: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلثٌ يحاسبون حسابًا يسيرًا ثم يدخلون الجنة، وثلث يمحَّصون، فتقول الملائكة: يا رب، هؤلاء أصحاب الدماء والأموال والفروج، غيرَ أنهم أهلُ لا إلهَ إلا اللَّه، فتدخلُهم الجنة، فاجعلهم أمتي، قال: هم أمة محمد، قال: يا رب، إني أجد (٨) أمةً


(١) في (أ): "أحمد"، وكذا في جميع المواضع الآتية.
(٢) (في) (ر): "لأحد".
(٣) (في) (ر): "فيه".
(٤) في هامش (ف): "العج رفع الصوت بالتلبية".
(٥) في (أ): "ويزجون با لتلبية زجيجًا" وفي (ف): "ويرجون حجيجًا".
(٦) في (ر): "ويشفعون".
(٧) في (أ) و (ف): "لأجد".
(٨) في (أ) و (ف): "لأجد".