ثم نقل عن ابن كثير قوله: وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولًا غريبًا لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رده ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووضاعون، وأفاكون وزنادقة. قال: وصدق ابن كثير فيما قال: وأرجح أن يكون من وضع زنادقتهم كي يظهروا الأنبياء بمظهر المتحاسدين، لا بمظهر الإخوان المتحابين. . . قال: ومما يؤيد أنه من وضع الإسرائيليين الدهاة أن نحوًا من هذا المروي عن قتادة قد رواه الثعلبي وتلميذه البغوي عن كعب الأحبار ولا خلاف إلا في تقديم بعض الفضائل وتأخير البعض الآخر. قلت: سيأتي خبر كعب لاحقًا بنحو خبر قتادة مع زيادة عليه. وما ذكره من كون البغوي تلميذ الثعلبي، فهو تلميذ الواحدي -صاحب "البسيط" و"الوسيط"- وغيره من تلامذة الثعلبي. (١) في (أ): "في". (٢) في (ر): "إني أجد في التوراة". (٣) في (أ) و (ف): "إني لأجد في الألواح". (٤) "لك": ليس من (ف).