للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والإمام (١) أبو منصور رحمه اللَّه جعَله في العبادات والتوبة عن الجنايات، وتَرْكِ الاستئصال بالعقوبات، بخلاف أحوال الماضين من الطبقات (٢).

وقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} قال الكلبيُّ: أي: لا يصبر عن النساء.

وقال طاوسٌ: ضعيفًا في أمر النساء.

وقال سعيد بن المسيِّب: ما أَيِس الشيطان من ابن آدم قط إلا أتاه من قِبَلِ النساء، وقد أتى عليَّ ثمانون سنة، وذهبت إحدى عينيَّ وأنا أعشو بالأخرى، وإنَّ أَخْوَفُ ما أخاف ما أخاف على نفسي فتنةَ النساء (٣).

وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: اللهم إني أعوذ بك من (٤) أن أزنيَ أو أسرقَ، فقيل له: قد كبرتْ (٥) سنُّك، وأنت صاحبُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أتخافُ على نفسك من الزنا والسرقة؟! فقال: كيف آمَنُ وإبليسُ حيٌّ (٦).

وقال الحسن: خُلق من ماء مهين (٧).

وقيل: ضعيفًا في اليقين.

وقيل: أي: فقيرًا؛ قال اللَّه جلَّ جلاله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر: ١٥].


(١) في (ر) و (ف): "وقال الإمام"، والمثبت من (أ)، وهو الصواب.
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٣/ ١٣٨).
(٣) انظر هذه الأقوال في "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٩١).
(٤) "من" من (ف).
(٥) في (ر) و (ف): "كبر"، بدل: "قد كبرت".
(٦) ذكره إسماعيل حقي في "روح البيان" (٢/ ١٩٣)، ولعله نقله من المؤلف.
(٧) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٩١).