للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إن بعض اليهود قالوا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: في التوراة إحلالُ الأخت لأبٍ، وأرادوا أن يجرُّوه إلى هذا، فحذَّره اللَّه تعالى قصدَهم.

وقال مجاهد: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ}: الزنا {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}؛ أي: تَزْنوا (١).

وقال السُّدِّيُّ: هم اليهود [والنصارى.

وقال بعضهم: هم اليهود، وذلك أنهم] ينكحون بناتِ الأخِ وبناتِ الأخت، فلما حرَّمهما اللَّه تعالى قالوا: كيف تنكحون ابنةَ الخالة وابنةَ العمة والخالةُ والعمةُ حرامٌ عليكم، فكيف تستحلُّون البناتِ وتحرِّمون الأمهات؟ فنكِحوا ابنة الأخت كما تَنكِحون ابنة الخالة وابنة العمة، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (٢).

* * *

(٢٨) - {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.

وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}: أي: يسهِّلَ في أمور المناكح.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٦٢٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٢٦).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٩٠)، وما بين معكوفتين منه، وقول السدي في هذه الآية: (هم اليهود والنصارى) هو الذي ورد في المصادر عنه. انظر: "تفسير الطبري" (٦/ ٦٢٣)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٣/ ٩٢٥)، و"أحكام القرآن" للجصاص (٣/ ١٢٦)، و"تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٩٠)، و"النكت والعيون" (١/ ٤٧٤)، و"تفسير البغوي" (٢/ ١٩٩)، و"المحرر الوجيز" (٢/ ٤٠).
ملاحظة: عبارة: (وقال بعضهم: هم اليهود، وذلك أنهم ينكحون بناتِ الأخِ. . .)، جاءت في طبعة دار التفسير من "تفسير الثعلبي" (١٠/ ٢٣٥) هكذا: (وقال بعضهم: هم المجوس، وذلك أنهم يحلون نكاح الأخوات من الأب وبناتِ الأخِ. . .)، وهكذا جاءت العبارة في "تفسير البغوي" (٢/ ١٩٩)، و"الكشاف" (١/ ٥٠١)، و"تفسير الخازن" (١/ ٥١٢)، و"روح المعاني" (٥/ ٤٦٤).