للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: ٨١] أي: تقيكم الحرَّ والبردَ.

وقوله تعالى: {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} مرَّ ذلك كلُّه، ولا يقدر على شيءٍ أحدٌ غيرُك إلَّا بإقدارك.

وقال عبد العزيز بنُ يحيى: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}؛ أي: الملك على إبليس، كما قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ الشيطانَ ليَفرَق مِن حسِّ عمر" (١)، وقال: "ما سَلَكَ عمرُ فجًّا إلَّا سَلَكَ الشيطانُ فجًّا آخَرَ" (٢).

وقوله تعالى: {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} حتى يغلبه الشيطانُ {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ} بقهره الشيطانَ {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} بغلبةِ الشيطانِ عليه.

وقال السديُّ: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ}؛ أي: المؤمنين (٣)، أَمر اللَّهُ العبادَ بنصرهم {وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} أي: الكفار، أَمر اللَّهُ تعالى العباد بقتلهم.


= بالذكر لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة، والوقاية عندهم من الحر أهم لأنه أشد عندهم من البرد، وقيل في تأويله غير ذلك.
ومنه: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}؛ أي: والشر، وإنما خص الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم، أو لأنه أكثر وجودًا في العالم، أو لأن إضافة الشر إلى اللَّه ليس من باب الآداب.
ومنه: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}؛ أي: وما تحرك، وخص السكون بالذكر لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد، ولأن كل متحرك يصير إلى السكون.
ومنه: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؛ أي: والشهادة؛ لأن الإيمان بكل منهما واجب، وآثر الغيب لأنه أمدح، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس. انظر: "الإتقان" للسيوطي (٢/ ٢٠٣).
(١) قطعة من حديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٢٩٨٩)، والبزار في "المسند" (٤٤١٤) عن بريدة بن الحصيب رضي اللَّه عنه.
(٢) رواه بهذا اللفظ البزار في "مسنده" (٩٠٨٨)، وهو عند البخاري (٣٢٩٤)، ومسلم (٢٣٩٦)، بلفظ: "والذي نفسي بيده، ما لقيكَ الشيطان قطُّ سالكًا فجًّا إلَّا سلك فجًّا غير فجِّك".
(٣) في (ف): "أي من المؤمنين".