للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} جمع شَعيرة، والشعائر أعلام المتَعبَّدات (١)، من موقفٍ، أو مسعًى، أو منحرٍ والشِّعرُ: العِلمُ، والإشعارُ: الإعلام، والمشاعرُ: المعالم، والمشْعَرُ: المعلَم.

وقوله تعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} أي: قصدَهُ مُحرِمًا بأعمالٍ مخصوصةٍ، وأصلُه القَصدُ وحدَه، فجعل اسمًا للمناسك؛ لأنَّها توابعُ القصدِ (٢) إلى البيت، كالتيمُّم هو القصدُ، ثم جُعِل اسمًا للتَّطهير بالتُّراب.

وقيل: الحجُّ: الحَلْقُ، يقال: احجُجْ مواضعَ شَجَّتِكَ؛ أي: احلِق، وسُمِّيَ الحجُّ بهذا الاسم؛ لأنَّ تمامَه بالحَلْقِ.

وقيل: أصلُ الحجِّ إطالةُ الاختلافِ إلى الشيء، وحَجُّ البيت كذلك، وقال الشاعر:

ألمْ تَعلمِي يا أمَّ أسعدَ (٣) أنَّما... تخاطأني ريبُ الزَّمانِ لأكبرا

وأشهدَ من عَوفٍ حُلولًا كثيرةً (٤) ... يَحُجُّونَ سِبَّ (٥) الزبرقان المزعفرا (٦)


(١) في (ف): "التعبدات".
(٢) في (أ): "للقصد".
(٣) في معظم المصادر: "يا أم عمرة"، وورد برواية المصنف في "طلبة لطلبة" لنجم الدين النسفي (مادة: حجج)، والبيتان فيه دون نسبة.
(٤) صدر هذا البيت والبيت الأول من (أ).
(٥) في (ر): "بيت"، وكذا روايته في "تفسير الطبري" (٢/ ٧١١).
(٦) البيتان للمخبل السعدي، وهما في "شرح أدب الكاتب" للجواليقي (١/ ٢٢٧)، و"خزانة الأدب" (٨/ ٩٨)، والبيت الثاني منهما في "إصلاح المنطق" (ص ٣٧٢)، و"المعاني الكبير" لابن قتيبة (١/ ٤٧٨)، و"الصحاح" (مادة: سبب)، وهو دون نسبة في "البيان والتبيين" للجاحظ (٣/ ٩٧)، و"تفسير الطبري" (٢/ ٧١١)، وغيرها. والسب: العمامة.