للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو- في الجواز- نظيرُ (حَسَنٍ الوجهُ) فكما جاز هناك حذوفُ الضمير يجوز هنا، إذ لا اعتبار عند البصريَّين بالألف واللام في التعويض من الضمير، إذ لا يقولون به، وإنَّما يخالف في ذلك الكوفيون، حسبما يُذكر بَحْول الله وقُوَّته.

ومثال المنصوب المجرَّد: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ وَجْهاً. لَمَّا نَقل الضَمير من ((الوَجْه)) إلى الصفة انْتَصب لاستغناء الصفة عن رفعه، فأشبه الفضلة.

ومثلُه من كلام العرب ما أنشده سيبويه لأبي زُبَيْد (١):

كَأَنَّ أَثْوابَ نَقَّادٍ قُدِرْنَ له

يَعْلُو بخَمْلتِها كَهْبَاء هُدَّابَا

وقال أيضا، أنشده كذلك (٢):

هَيُفَاءُ مُقِبْلةً عَجْزَاءُ مُدْبِرةً

مَحْطوُطةً شَنْبَاءُ أَنْيَابَا


(١) ديوانه ٣٩، وسيبويه ١/ ١٩٨، ومجالس ثعلب، واللسان والأساس (نقد). ويصف الأسد. والنقاد: صاحب النقد أو راعيها، وفسره ثعلب بصاحب موك النقد. والنَّقَد- بالتحريك- صغار الغنم.
وقدرن: جعلن على قدر جسمه. والخملة: ثوب مخمل من صوف كالكساء. والكُهبة: غبرة مشربة بسواد، أو لون ليس بخالص الحمرة. وهُدَّاب الثوب: الخيوط التي تبقى في طرفيه دون أن يكمل نسجها.
(٢) لأبي زبيد الطائي يصف امرأة جميلة، وهو من شواهد سيبويه ١/ ١٩٨، وابن يعيش ٦/ ٨٣، ٨٤، وانظر: العيني ٣/ ٥٩٣ والهَيف: ضمور البطن والخصر. والعجزاء: الضخمة العجز. والمحطوطة: الملساء الظهر. وجدلت: أحكم خلقها، من الجديل، وهو الزمام المجدول من أدم. والشنباء: من الشنب وهو بريق الثغر وبرده.
وصفها بصفات الحسن عندهم من ضمور البطن، وكبر العجيزة، وملامسة الجلد ونعومته، وحسن الخلقة، وطيب الثغر.

<<  <  ج: ص:  >  >>